Wednesday, July 11, 2007

"لم يتحمل العطش ساعات والناس بقالها شهور.. مصريتنا حماها الله"

المصرى اليوم

لم يتحمل العطش ساعات والناس بقالها شهور.. مصريتنا حماها الله

١٠/٧/٢٠٠٧

الفنان الكبير صاحب المشاعر الرقيقة والأحاسيس المرهفة محمد ثروت، عبر لصحيفة «المصري اليوم» عن استيائه مما تعرض له علي أيدي سكان قرية البرلس، الذين تظاهروا احتجاجا علي قطع المياه عن منازلهم منذ ما يقرب من شهر، وقاموا بوضع متاريس وحجارة وكاوتش تسد عرض الطريق الساحلي الدولي، وتمنع مرور السيارات عبر هذا الطريق،

ومن بين تلك السيارات كانت سيارة الفنان الذي كان متوجها من الإسكندرية إلي رأس البر، لافتتاح «مؤسسة ثروت للأيتام»، وقال ثروت: عشت أسوأ مأساة في حياتي، وكأني رهينة في أيدي سكان البرلس منذ الواحدة ظهرا، وحتي العاشرة مساء، دون طعام أو شراب أو دخول الحمام، اتعذبت طوال ١٠ساعات «وشفت اللي ماحدش شافه».

شعر ثروت بالحزن وخيبة الأمل علي ضياع الشهامة وعدم الإحساس بالآخر، وقال: ما حدث لي ولغيري من المرضي ذوي الحالات الحرجة موقف مؤسف، وسقطة في حق سكان البرلس، الذين لم يكتفوا بما فعلوه، بل أشعلوا النيران في الكاوتش المرصوص، فتحول المكان إلي قطعة لهب، ولم تنته هذه الأحداث إلا بصدور تعليمات من الرئيس مبارك بعدم تدخل قوات الأمن، وفض التظاهر سلميا وفتح المياه أمام السكان.

فيا أيها الفنان الرقيق عذرا عن ساعات العذاب العشر التي قضيتها دون ماء أو طعام أو دخول الحمام، ولكن هل اطلعت علي من عاش عشرات الأيام دونها، وقد رأيتهم ملتفين حولك نساء ورجالاً وشيوخا وأطفالاً قائلين «ربنا باعتك لينا من السما، إحنا بنحبك وأنت هتساعدنا عشان الميه ترجع لينا»، فقد ظنوا أن لك بعض الدلال عند من صموا آذانهم عنهم وتركوهم دون من جعل منه الله كل شيء حي وهو الماء،

وأنك ستقف حتما إلي جانبهم في تحقيق مطلبهم بالحصول علي المياه، لكنهم خاب ظنهم وهم يرونك تحاول الخروج من المنطقة في عربة نصف نقل مع زوجتك بصحبة مقدم شرطة، مما اضطرهم لتحطيم العربة في ثانية قائلين: علي جثتنا أنك تخرج، فعذرا مرة أخري أيها الفنان الرقيق فقد كنت أملهم في الحصول علي المياه.

حازم نخالة ـ بورسعيد