Tuesday, April 17, 2007

الحرية لعبد المنعم


كل من يعرفه يحبه ويحترمه-
نموذج لجيل من الإخوان - مخلص وقوي ... ومنفتح

منعم معتقل لأنه مدون- ولأنه صحفي

العام الماضي اعتقل المدونون عندما شاركوا في المظاهرات- لم يعتقلوا لما يكتبوه
منعم معتقل لأنه كتب

منعم تضامن مع عبد الكريم المدون لأنه فهم أن نظام البطش والفساد لا يحمي دينا وأن الكلمات لا تواجه إلا بالكلمات
أنا من محظوظين قابلوا منعم وعرفوه

اعتقل مارس العام الماضي قبل أحداث القضاه وأمضى شهورا عدة-
ومن اعتقلوا في مظاهرات القضاة وجدوا تحياته على جدران نيابة أمن الدولة في مصر الجديدة مع مجدي


وبعد أن عبر عن افتقاده للقصاص في تدوينة أخيرة صار مع القصاص الآن

تحياتي يا منعم وانتظر خروجك لنستكمل كلامنا حول الإخوان وكفاية
وحول مالعمل لنتخلص من هذا النظام

Tuesday, April 10, 2007

حديث هيكل مترجما - واحد من اتنين

محمد حسنين هيكل : حكيم الشرق الأوسط من خروشوف إلى السادات

الجزء الأول من ترجمة حديث محمد حسنين هيكل لروبرت فيسك في صحيفة الاندبندت

http://news.independent.co.uk/world/fisk/article2434980.ece


العديد من قادة العالم قد ذاق سم محمد حسنين هيكل في تعليق لاذع. روبرت فيسك قابل الكاتب المصري الكبير

09 ابريل 2007

السيجار. لا استطيع تخيل مصر اكبر صحفي، في الواقع أهم كاتب في الشرق الأوسط - كاتب دون سديم الدخان الأزرق لسيجاره الهافانا مستشار جمال عبد الناصر ورئيس تحرير الأهرام في الأيام حين كان كبير الصحف العربية بدلا من البوق المعبر عن الحكومة كما هو حاليا.

أصبح محمد حسنين هيكل هو صاحب بعض أفضل ما كتب عن تاريخ الشرق الأوسط، وكذلك الأرشيف الخاص من أوراق الناصر نفسه.

"لاذع" هو كيف يصف أصدقاء هيكل نقده للنظام الحالي. مدمر قد تكون الكلمة الأفضل. أستطيع أن أرى تقريبا الرئيس المصري حسني مبارك الذي يقرأ الاندبندت يتنهد وهو يقرا ألفقره التالية.

"إن الرئيس مبارك يعيش في عالم من الخيال في شرم الشيخ" يقول هيكل.

"دعونا نواجه الأمر ، هذا الرجل لم يتأقلم أبدا مع السياسة. لقد صار سياسيا في سن 55 عندما عينه السادات نائبا للرئيس قبل أن يتم اغتياله.

نعم مبارك طيار جيد جدا "كان قائد سلاح الجو المصري" ولكن أن تبدأ أن تكون سياسيا في سن 55 يحتاج الكثير من العمل والجهد. أحلامه الأصلية كانت أن يصبح سفير أن يكون من "أصحاب السعادة"(اكسلانسات). والآن لقد قضى 25 عاما كرئيس فانه يتم في حوالي 80 و هو لا يزال يتحمل أعباء الحكم والدولة. "

وأذكر هيكل انه قبل فترة وجيزة من اغتياله في استعراض عسكري في القاهرة كان السادات قد اعتقله باعتباره خطرا على الدولة ، وذلك عندما أطلق الرئيس الجديد مبارك له هيكل كان لا يتوقف عن المديح لمبارك نفس الرجل الذي يدينه الآن.

وأتذكر أن قابلت هيكل بعد خروجه من السجن منعزلا مع أسرته في غرفة في فندق ميريديان، كان نحيفا يبدو اتساع ملابسه بعد أسابيع الحبس في الزنازين المظلمة، حيث كان محبوسا مع الإسلاميين (الذين أعجب بهم) واللصوص.

مبارك كان الضوء الساطع له كأنه رمز جديد مصر، الرجل الذي أفرج عنه من الاعتقال. "في ذلك الوقت ، ظننت أنه (مبارك) قد تعلم الدرس" هيكل يقول. "كنت اعتقد ذلك لأنه كان إلى جانب السادات عندما اغتيل كان قد تعلم شيء. وبالفعل فقد تعلم شيئا، لكن أكثر من أي شيء آخر، هو تعلم 'الأمن '. "

فعلا. فعلى بعد خطوات فقط من شقة هيكل النيلية بين السجاد، اللوحات على الجدار والأثاث المطرز ترتيب الزهور بعناية وصور هيكل مع خروشوف وطائفة أخرى من قادة العالم، اقترح أن التاريخ لم يكن قاسيا على هيكل، هناك مسيرة في الشارع لعشرين مصريا وهم أعضاء في حركة كفاية وهم يطالبون بإنهاء حالة الطوارئ مصر وإنهاء الرئيس مبارك في الحكم ورغبته الواضحة في تسليم السلطة- كأحد الخلفاء- لولي العهد ابنه جمال، والقوانين الانتخابية الجديدة التي تحرم الإخوان المسلمين من الحماية البرلمانية، يحاصرهم 300 من رجال الشرطة بالزى الأسود.

وبينما يظل الرئيس جورج بوش يعتقد أن مصر أصبحت أكثر ديمقراطيه، فالقانون الجديد الذي وافق اقل من ثلث الناخبين عليه ينقل "حالة الطوارئ" (حالة محبوبة من كل الطغاة العرب) إلى قانون عادي لا يمكن تغييره. مصر ليست سعيدة. "أن هناك حالة من الاستقطاب" يستمر هيكل. "بين الأغنياء والفقراء ، بين الثوار والمحافظين بين الحكومة والشعب. هذا الأمر يمزق العالم العربي. عندما يتعلم الأولاد استخدام الكمبيوتر في الجامعات ، وينتهي الأمر بهم في المسجد. "هناك بحر بين السلطة والشعب، وهذا هو البحر الواسع الذي فتح. ليس هناك ريح الآن، ولكن عندما تندلع الرياح ..."

Tuesday, April 3, 2007

شهادة رئيس لجنة في «الاستفتاء» أرغموه علي «التزوير».. فمن يحميه؟!

بقلم مجدى الجلاد ٢/٤/٢٠٠٧


أنا وأنتم نريد مصر أفضل حالاً.. نريدها شابة قوية تتدفق بالحيوية والنضارة.. نحلم بها ديمقراطية تحمي حريتها بذراعها وصدرها.. نرسم لها صورة شفافة نقية بلا ثقوب أو أدران.. لذا سأروي لكم هذه القصة.. وكلي ثقة بأنها لن تمر مرور الكرام.. ففي البلد الآن شرفاء كثيرون:

كنت منهمكًا في العمل.. الهاتف المحمول يرن كثيرًا بـ«كود» إحدي المحافظات.. قررت الرد علي المكالمة لإحساس لا أعرفه حتي الآن.. الصوت لرجل بدا منذ الوهلة الأولي خائفًا، رغم نبرة الحزن والأسي الواضحة.. لم يقل لي الكثير.. فقط نطق بها بصعوبة: «أريد مقابلتك.. فأنا لا أنام.. لا أتحمل.. ولا أطيق الصمت».. سألته: «من أنت؟!».. أجاب: ستعرف حين تراني..!

في مكتبي.. كانت ملامحه مصرية برائحة التراب ولون الأرض والشمس.. خمسيني العمر.. شديد الإحساس بالمسؤولية وقضايا بلده.. تركته يروي ما حدث، بعد أن منحته وعدًا وعهدًا بألا أفصح عن شخصيته إلا لجهة واحدة بناء علي طلبه «لجنة تقصي الحقائق حول الاستفتاء علي التعديلات الدستورية بنادي القضاة».. لم أسأله لماذا القضاة.. ربما لأننا ـ أنا وهو وأنتم ـ مؤمنون بأن ثوب القضاة ـ في معظمه ـ لايزال الأنصع والأكثر نزاهة وعدلاً.

قال بصوت ممزق: (في صباح يوم الاثنين ٢٦ مارس، خرجت متوجها إلي مقر لجنة الاستفتاء رقم «..» بالقرية المحددة، لأتولي مهمة رئاسة اللجنة.. كان كل شئ عاديا.. ولكن جداول الناخبين واستمارات التصويت لم تصل إلا بعد التاسعة صباحًا.. قلت لنفسي إنه التأخير الذي اعتدناه.. مش مشكلة.. أعددت كل شئ، وجلست أنتظر المواطنين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء.. مرت الدقائق والساعات دون أن يأتي أحد.. الساعة ١٢ ظهرًا والصندوق الزجاجي خال تماماً من «ورقة توحد ربنا».. لم أنزعج لأن مهمتي هي الإشراف علي التصويت، وليس إقناع الناس بضرورة التصويت.

بعد ١٢ ظهرا، بلحظات، دخل اللجنة رئيس الوحدة الحزبية «للحزب الوطني» بالقرية.. سألني عن سير الاستفتاء فأشرت إلي الصندوق الخاوي.. طلب مني التصرف، فاصطنعت عدم الفهم.. وأخبرته باستحالة فتح محضر اللجنة ما لم يأت أحد للإدلاء بصوته، تركني ورحل، ثم عاد ومعه ٣ سيدات حتي نتمكن من فتح المحضر، عرفت أنهن زوجته وزوجة أخيه وشقيقته، وبعد إدلائهن بأصواتهن وصل عدد الاستمارات في الصندوق إلي ٦ استمارات، حيث أدليت أنا وأمين الحزب الوطني والأمين المساعد بأصواتنا أيضا.

قاطعته وسألته: كم يبلغ عدد أصوات اللجنة طبقًا للجداول الانتخابية؟!

وأجاب بهدوء: ١٠٥١ صوتًا.

ثم استكمل: مرت الساعات دون أن يأتي أحد.. ازدادت الضغوط.. وتدخل رئيس وحدة الحزب الوطني بالقرية لإقناعي بتسويد الاستمارات، واتصل بي أمين مساعد الحزب في المركز التابعة له القرية، وطلب مني بصفة شخصية أن «أقفّل الصندوق مثل باقي اللجان»، لكنني رفضت، وقلت له: «لن أسود استمارات بأصوات مواطنين لم يحضروا».. تجاوزت الساعة الثانية ظهرًا ولم يحضر أحد.. ازدادت الضغوط والمحاولات لإقناعي بالتزوير، اتصلوا بي مجددًا وأخبروني بأن زملائي في اللجان الأخري استجابوا لأوامرهم، وقام كل منهم بتسويد ما بين ٤٠٠ و٦٠٠ صوت.. ولكنني رفضت، فانفتحت علي «أبواب جهنم»، وأصابني الخوف من صعوبة الموقف.

بحلول الساعة السادسة مساءً وصل الأمر إلي حد «الرعب» من عنف الضغوط.. قررت أن «أستوثق» من الحماية الأمنية حولي، كرئيس لجنة، حتي أواصل رفض الضغوط.. لم أجد سوي «صول» لا حول له ولا قوة.. فلم يكن لديه سلاح أو حتي جهاز اتصال.. سألته: «إذا قررت منع دخول أي شخص للجنة سوي من يريدون الإدلاء بأصواتهم فهل تستطيع منع الدخلاء.. وهل تستطيع حمايتي من أي أذي؟!».. فأجاب «الصول»: «سوف أتصل بالمركز».. يعني مش هينفع.. فسألته مرة أخري: هل معك أحد من الأمن هنا؟!

فأجاب: معي شيخ الخفر والعمدة، والكل هنا لا يستطيعون الوقوف أمام رئيس وحدة الحزب الوطني بالقرية.

لحظات من الصمت لم ينطق فيها الرجل بكلمة واحدة.. صوته ازداد حزنًا وأسي، وهو يقول: لم يعد أمامي سوي أمر من اثنين: التمسك بموقفي مما يعرضني لإيذاء بدني أكيد.. أو الاستجابة للضغوط لحماية نفسي وعملي.. خارت قواي وفقدت القدرة علي المقاومة وسط حصار «رهيب».. قمنا بتسويد ١٠٥ استمارات لمواطنين لم يحضروا.. وصل إجمالي الأصوات في الصندوق إلي «١١١» صوتًا.. منهم ٣ أصوات لي ولأمين اللجنة الحزبية والأمين المساعد، و٣ أصوات صحيحة للسيدات اللائي أحضرهن رئيس الوحدة الحزبية، و١٠٥ لم يأت أحد منهم من الأساس.

نعم.. اضطررت لفعل ذلك تحت وطأة الضغوط الشديدة والأوامر التي صدرت لرؤساء اللجان بتسويد البطاقات، بحيث تكون النسبة «المطلوبة» من ٧٠ إلي ٧٦%، وبالنسبة لي فقد قمت بتسويد ١٠٥ بطاقات، منها ٧٩ «نعم»، و٣٢ «لا»، وعلمت أن بعض اللجان لم يأت إليها أحد علي الإطلاق، وطوال فترة الاستفتاء لم نشاهد أي مستشارين أو مراقبين أو قضاة أو رجال أمن، ولم يمر أحد علي اللجان سوي شخص، أخبرنا بأنه المسؤول الإعلامي للحزب الوطني، وسخر منا وقال: «أنتم هنا قضاة، وفي يدكم كل شئ».

كل الزملاء باللجان الفرعية تعرضوا لمواقف وضغوط عنيفة.. حتي إن أحد الزملاء «رئيس لجنة فرعية» جاء إلي اللجنة العامة ومعه صندوق «فاضي تمامًا»، فأوقفه أحد ضباط أمن الدولة أمام اللجنة العامة، وقال له: «لا تترك الصندوق فارغًا.. اذهب وسود بطاقات».. حتي محاضر فرز اللجان تكاد تكون الأرقام بها غير مطابقة للأعداد الموجودة في الصناديق.. فلا أحد يراجع، لدرجة أن بعض اللجان بدأت تسويد البطاقات من الساعة التاسعة صباحا دون انتظار أحد.. فالحزب الوطني كان حاضرًا في كل مكان.. وصرف ٢٠ جنيهًا لكل رئيس لجنة ووجبة غداء).

هذه شهادة رئيس لجنة فرعية أعرف أنه قد يواجه مصيرًا مفزعا.. فرغم محاولاتي لإخفاء اسمه وهويته.. فإن الوصول إليه يبدو ممكنًا، وأنتم تعرفون ذلك أكثر مني.. ولكنه لم يتحمل عذاب الضمير، فقرر الإدلاء بشهادته.. وعز علي أن أكتمها.. ولكن السؤال الآن: من يأخذ لمصر حقها المهدور في صناديق الاستفتاء.. ثم من يحمي هذا الرجل من مصير نعلمه جميعًا؟.

أعرف أن في مصر شرفاء كثيرين॥ وأحلم بألا أندم علي هذا المقال حين أري الرجل وحيدًا।
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=53312&r=t